I have two questions concerning the Imam Mahdi and The coming of Prophet Isa (AS)
Are all the minor signs done and are we just wait for Imam Mahdi to emerge?
Will the Prophet Isa (AS) marry during his second coming?
In the Name of Allah, the Most Gracious, the Most Merciful.
As-salāmu ‘alaykum wa-rahmatullāhi wa-barakātuh.
The signs of Qiyamah can be divided into three categories;
- Signs that have elapsed.
- Minor signs.
- Major signs.
The following are minor signs of Qiyamah.
- Lost of trust (from the hearts of people). (Bukhari)
- Lost of ilm and rampant ignorance. (Bukhari)
- Widespread adultery (Zina). (Bukhari)
- Interest (Riba) being widespread. (Tabrani)
- Appearance of musical instruments. (Ibn Majah)
- Extensive use of alcohol. (Muslim)
- Competing with each other in decorating Masjids. (Ahmad)
- Competing with each other in building (houses, building etc.) (Bukhari)
- Abundance of killing. (Muslim)
- Contrition in/of time. (Bukhari)
- Extensive immorality, break of family relations and evil character among neighbors. (Ahmad)
- The use of black dye by men. (Ahmad)
- Widespread miserliness. (Tabrani)
- Abundance of earthquakes. (Bukhari)
- Extensive trade/business until a woman would accompany/join her husband in trade and business (Ahmad).
- Removal of the pious (by Allah Ta’ala). (Ahmad)
- Salam (to say Assalamu Alaykum) will be made by a person only to those whom he knows. (Ahmad)
- Ilm (Knowledge) will be sought from young (Asagir). (Jami As-Sagir)
- Women would be clothed yet naked (due to their style of clothing). (Ahmad)
- Presence of lairs. (Muslim)
- False oaths will be taken. (Ahmad)
- The presence of more women than men. (Bukhari)
- Unexpected and sudden deaths. (Tabrani)
It is clear that all the minor signs of Qiyamah have taken place. However, Allah alone knows when the major signs will occur. Our responsibility is to prepare for our death in the state of Imaan and save ourselves from all forms of sins.
2) It has been recorded in some narrations that Isa Alayhis Salaam will marry and have a child. Thereafter, he will pass away and will be buried alongside Rasulullah Sallallahu alayhi wa sallam, Abu Bakr & Umar Radhiallahu anhuma.
And Allah Ta’āla Knows Best
Bilal Issak
Student Darul Iftaa
Leicester, England, UK
Checked and Approved by,
Mufti Ebrahim Desai.
() مسلم, كتاب الفتن وأشراط الساعة، كتاب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت 8/167.
() مسند أحمد: 2/ 209، ومستدرك الحاكم، كتاب الفتن والملاحم 4/436.
() مسند أحمد: 2/291.
المراجع –
اقامة البرهان على نزول عيسى في اخر الزمان – من تراث الكوثري. تأليف العلامة ‘أبو الفضل عبد الله بن محمد الصديق الغماري الحسني الادريسي’ من كبار علماء الأزهر. المكتبة الأزهرية للتراث
نوادر الفقه للشيخ المولانا المفتي محمد رفيع العثماني- مفتي و صدر جامعة دار العلوم الكراتشي ج ١
أحاديث الفتن وأشراط الساعة “دراسة موضوعية .تحرير: د. بشير عبد العالي شمام
[1] فتنة الخسف بالجيش الذي يغزو الكعبة: ذكر فيه قوله: (سيعوذ بهذا البيت قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة, يُبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم)()، قال مقدِّم الورقة: الحديث فيه إشارة ونبوة إلى أنَّه في آخر الزمان سيُطارد الدعاة ولن يجدوا مَنْ يأويهم ويحميهم خوفاً من عدوهم, قال: وهذا هو الواقع اليوم عن إيواء الإرهابيين.
[2] فتنة الروم: أورد فيه حديثاً ضعيفاً خلاصته أنَّه سيكون رجل أموي بمصر يغلب على سلطانه، فيفر إلى الروم ثم يأتي بهم إلى أهل الإسلام….الخ.
[3] فتنة النساء: وساق فيه حديث عبد الله بن عمر: قال سمعت رسول الله يقول: (سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال, ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ألعنوهن فإنهنَّ ملعونات…)() وعلَّق مقدم الورقة بأنَّ في هذا الحديث نبوة لرسول الله ، إذ أشار إلى المراكب الحديثة, وهي السيارات الفخمة المريحة.
بعض أحاديث الفتن التي لم يذكر لها اسم
الأول: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (إنَّها ستأتي على الناس سنوات خدَّاعة، يُصدَّقُ فيها الكذَّاب، ويُكذَّبُ فيها الصادق, ويُؤْتَمَنُ فيها الخائن, ويُخَوَّنُ فيها الأمين, وينطق الرويبضة، قيل: ما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتحدث في أمر العامَّة)().
الثاني: عن أبى سعيد الخدري: قال: سمعت رسول الله يقول: (يخرج في هذه الأُمَّة قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم ـ أو حناجرهم ـ فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه, فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء)().
قال مقدِّم الورقة هذا الحديث أشار إلى الخوارج والذين من صفاتهم أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، أي لا تفهمه قلوبهم، ولا ينتفعون به وليس لهم حظ إلا تلاوة الفم والحنجرة والحلق، إذ بهما تقطع الحروف. أو أنهم لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يتقبل الله منهم.
مختارات من أحاديث علامات الساعة
وفيه قسَّم العلامات إلى علوية وأرضية:
أمَّا العلوية فذكر منها انشقاق القمر وانتفاخ الأهلة.
وأمَّا العلامات الأرضية فذكر أنها تنقسم بالاستقراء إلى أربعة أقسام: قسم متعلِّق بالإنسان, وقسم متعلِّق بالحيوان, وقسم متعلِّق بالنبات, والقسم الرابع متعلِّق بالجماد .
أمَّا القسم المتعلق بالإنسان فذكر فيه ما يلي:
[1] بعثة النبي واستدل بحديث أنس: (بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا, وأشار بالسبابة والوسطى)().
[2] ثم ساق حديث عوف بن مالك قال: أتيت النبي في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: (أعدد ستة بين يدي الساعة: موتي, ثم فتح بيت المقدس, ثم مَوَتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم, ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً, ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته, ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون, فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية إثناء عشر ألفاً)(). ففي هذا الحديث ست علامات.
الأولى: موت النبي: وقد مضت.
الثانية: فتح بيت المقدس: وقد فُتح في عهد عمر بن الخطاب.
الثالثة: الموت بالطاعون كقعاص الغنم: داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة، قيل: وقد مضت هذه العلامة في طاعون عمواس في خلافة عمر.
الرابعة: استفاضة المال: وجزم مقدِّم الورقة أنَّ هذه العلامة ستكون على يد المهدي.
الخامسة: الفتنة التي تدخل بيوت العرب: وألمح مقدِّم الورقة إلى أنَّ تأويل ذلك ما يحدث في العراق الآن.
السادسة: الهدنة بيننا وبين الروم: قال مقدِّم الورقة: فربما يكون ذلك في الأيام القليلة القادمة، وقد كثر الحديث عن السلام.
[3] كثرة النساء: وساق في هذه العلامة حديث أنس مرفوعاً: (إنَّ من أشراط الساعة أن يُرفع العلم, ويظهر الجهل, ويفشو الزنا, ويُشرب الخمر, ويذهب الرجال، ويبقي النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيِّم واحد)(). وهذا الحديث, وإن ساقه مقدِّم الورقة لعلامة واحدة وهي كثرة النساء، إلاَّ أنَّه حوى علامات أخرى كما هو ظاهر.
أمَّا العلامات المتعلقة بالحيوان فذكر منها:
() صحيح مسلم، كتاب الزكاة ، باب ذكر الخوارج: 3/113.
() البخاري, كتاب الرقاق ، باب قول النبي e: (بُعثت أنا والساعة هكذا). 8/131. ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب “قرب الساعة”، 8/209.
() أخرجه البخاري في صحيحه, كتاب الفتن، باب ما يحذر من الغدر، 3/1159.
() صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب “يقل الرجال ويكثر النساء” 7/47.
() مسند أحمد: 3/83، وسنن الترمذي, كتاب الفتن, باب “ما جاء في كلام السباع”، 4/476.
[4] كلام السِّباع: استشهد بحديث أبى سعيد الخدري: (والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تُكلِّم السِّباع الإنس)().
ظهور المهدي
(لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أجلى أقنى, يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئَتْ قبله ظلماً يكون سبع سنين)().
وذكر حديث عبد الله بن الحارث الزبيدي: قال: قال رسول الله (يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي)().
وذكر حديث أم سلمة عن النبي () وهو حديث طويل فيه تفصيل لكيفية تولِّي المهدي ومبايعته.
مختارات من أحاديث علامات الساعة الكبرى
[1] هل الدَّجال حي؟ أورد للإجابة على هذا السؤال حديث الجَّسَّاسة، وهو حديث طويل أخرجه مسلم في صحيحه()، مؤداه أنَّ الدَّجال حيٌّ، وأنَّه في جزيرة قد شُدَّ وثاقه، مجموعة يداه إلى عنقه بالحديد.
وعقَّب مقدِّم الورقة على الحديث بذكر أمرين هما:
أولاً: إنَّ أول الآيات ظهوراً بعد المهدي، خروج الدَّجال, ثم نزول عيسي بن مريم, ثم يأجوج ومأ جوج, ثم طلوع الشمس من مغربها, ثم خروج الدَّابة.
وثانياً: تُعدُّ فتنة الدَّجال أعظم فتنة على الناس.
[2] كيف نتَّقي الدَّجال؟ أرشد مقدِّم الورقة إلى ستة أمور:
أ/ التباعد عنه، واستدل بحديث عمران بن حصين عن النبي: (مَنْ سمع بالدَّجال فلينأ عنه)().
ب/ والمبادرة بالأعمال الصالحة، لقوله (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم)() قال: والمعنى الذي يُفهم من الحديث أنَّ المبادرة بالأعمال الصالحة تقي الإنسان الفتن.
ج/ وحفظ عشر آيات من سورة الكهف، لقوله: (مَنْ حَفِظَ عشر آياتٍ مِنْ سورة الكهف، عُصِمَ مِنْ الدَّجال, وفي رواية آخر الكهف)().
د/ والاستعاذة بالله من فتنة الدَّجال عند الفراغ من التشهُّد الأخير في الصلاة, لإرشاد الرسول r إلى ذلك().
هـ/ وسكن مكة والمدينة لأنهما محرَّمتان عليه، كما ورد ذلك في الحديث().
و/ الدُّعاء بالقول: (ربّنا الله, عليه توكلنا، وإليه أنبنا، نعوذ بالله، من شرك ،…الخ().
[3] نزول عيسي ابن مريم:
أورد مقدِّم الورقة حديث النَّواس بن سمعان: (…بينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين, واضعاً كفيه على أجنحة ملكين)().
ثم ثنَّى بحديث أبي هريرة وفيه: (…بينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف, إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسي بن مريم u فأمَّهم, فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء, فلو تركه لا نذاب حتى يهلك, ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته)().
ثم حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وفيه: (أنَّ الدَّجال يمكث أربعين يوماً فيبعث الله عيسى بن مريم فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة, فيرسل الله ريحاً باردة فتقبض أهل الخير والإيمان ويبقي شرار الناس… الخ)().
[4] خروج يأجوج ومأجوج:
ذكر فيه حديث زينب بنت جحش أنَّها قالت: استيقظ النَّبي r من النوم مُحْمَرَّاً وجهه يقول: (لا إله إلاَّ الله, ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب، فُتِحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه, وعقد سفيان تسعين أو مائة, قيل: أنهلك وفينا الصالحون: قال: نعم إذا كَثُرَ الخبث)()، قال مقدِّم الورقة: فسَّروا الخبث بالزنا وأولاد الزنا, وبالفسوق والفجور.
[5] طلوع الشمس من مغربها:
ذكر فيه حديث أبي هريرة t عن النبي r: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا جميعا )().
وأورد حديث أبي ذر الطويل، وفيه أنَّ الشمس تجري إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة فتُؤْمَر بالرجوع من حيث أتت فترجع, ولا تزال كذلك حتى تُؤْمَر بأنْ تطلع من مغربها، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل(). قال مقدِّم الورقة نقلاً عن صاحب موارد الضمآن: وهذه سُنَّة الله في جميع الكفار, إذا وصلوا إلى هذه الحالة الاضطرارية فإنَّه لا ينفعهم الإيمان، لأنَّ إيمانهم صار مشاهداً(). . ونقل كلام السيوطي “إن الذي لا ينفع الإيمان المحدث والتوبة المحدثة، أمَّا مَنْ كان قبل ذلك مؤمناً، فإنَّ إيمانه ينفعه إن شاء الله”(). .
أورد حديث عبد الله بن عمرو عن النبي: (أنَّ أول الآيات خروجاً: طلوع الشمس من مغربها, وخروج الدَّابة على الناس ضحى, وأيهما كانت قبل صاحبتها, فالأخرى على إثرها قريباً)().
أشار مقدِّم الورقة إلى أنَّ أول الآيات خروجاً قد وردت في أكثر مِنْ علامة، ثم أورد كلاماً لابن حجر في الجمع بين هذه الروايات خلاصته أنَّ خروج الدَّجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة، وينتهي ذلك بموت عيسى u، وأنَّ طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات المؤذنة بتغير العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة.
وختم كلامه عن طلوع الشمس من مغربها بحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله r: (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها, والدَّجال، ودابَّةُ الأرض)().
[6] الحشر: المراد بالحشر هنا حشر في الدنيا, وقد أورد حديث أبي هريرة مرفوعاً: (يُحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين, وراهبين, واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير, ويُحشر بقيتهم النار, تقيل معهم حيث قالوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا)().
نَبَّه مقدِّم الورقة إلى أنَّ أنواع الحشر أربعة: حشران في الدُّنيا، وحشران في الآخرة .
فاللذان في الدنيا: أحدهما المذكور في سورة الحشر في قوله تعالى:
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْر().
واللذان في الآخرة: أحدهما: حشر الأموات من قبورهم بعد البعث إلى الموقف, والثاني حشرهم إلى الجنَّة والنَّار. وإلى هنا انتهت ورقة الدكتور مبارك فجزاه الله خير الجزاء.
ثانياً: تعقيب د. عثمان علي حسن:
يمكن إيجاز تعقيبه في النقاط التالية:
أولاً: أشاد بحسن اختيار زمن موضوع المنتدى فهو قد جاء في وقتٍ تناسى النَّاس فيه مثل هذه الموضوعات، وتشاغلوا عنها بأمور المعاش، وقد رُوِيَ أنَّ المسيح الدَّجال يخرج على حين غفلة مِن النَّاس، وكذا السَّاعة لا تأتي إلا بغتة، فالتذكير بأشراطها يجدد في النَّاس النيَّة، ويقوِّي العزيمة، فيصلحوا ما فسد من حالهم، وما اعوجَّ من أمرهم.
ولقد امتنَّ الله تعالى على بعض عباده أنَّهم من الآخرة في ذكر، إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ().
ثانياً: وكذلك أكدَّ أنَّ التذكير بأمور الفتن التي تتتابع في آخر الزمان أمرٌ آخر يحتاج إليه المجدُّون مِن النَّاس ليحذروا الوقوع فيها، ويتقوا أمرها، فإذا عاينوها ازدادوا بصيرة، ولسان حالهم يقول ما قاله سلفهم: هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً ().
ثالثاً: أوضح أنَّ الله تعالى خلق الإنسان لعبادته وطاعته، واستخلفه في الأرض التي أصلحها له، وأمره ألاَّ يفسد فيها، بل أمره بعمارتها والانتفاع بخيراتها والاستعانة بها على طاعة ربه وعبادته، فالأرض مهيأة لذلك ما دام الإنسان على طريق الاستقامة، فمتى حاد أمسكت الأرض خيرها بقدر ما يمسك الإنسان عن العبادة والطاعة، وهو ما يشير إليه القرآن في كثير مِنْ آياته مثل قوله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ(). فهذا الفساد في الأرض سببه الفساد الأخلاقي الذي اكتسبته أيدي الناس، حتى إذا عمَّ الفساد وطمَّ، ولم يبق في الأرض إلا شرارها، فحينئذٍ تكون القيامة، فالانقلاب الكوني العظيم سببه أنَّ الإنسان ترك مهمته التي من أجلها خُلِق؛ ومن ثمَّ لم يصبح جديراً بالحياة فينتقل إلى دار الحساب والجزاء.
رابعاً: بيَّن أنَّ الناس تجاه أحاديث الفتن وسط ونقيضان، فبعض الناس ييأس بسماعها، وطائفة تُصاب بالتواكل وتعليق الأمور على الأقدار.
وكل هذا سببه نقصان العلم والفهم. وكلتا الطائفتين على خطر عظيم، لأنَّ هذا الاعتقاد يجعل الإنسان لا قيمة له، حتى أنَّ بعضهم زعم أنَّ الوجود الصهيوني في فلسطين قدرٌ لا نجاة منه، ولا فائدة تُرجى من مقاومته، بل علينا أن ننتظر المخلِّص (المهدي) ولعل هذه هي الغثائية التي حذَّر منها رسول الله
أمَّا الوسط فهم أسعد الناس، بالفهم عن الله، فهم إنْ سمعوا بالدَّجال، رجوا أن يكونوا من الكافرين به، وإنْ سمعوا بالمهدي أو المسيح، رجوا أنْ يكونوا من شيعته وحزبه, دون أنْ يقعدهم هذا أو ذاك عن العمل، رائدهم في ذلك قوله: (إنْ قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإنْ استطاع أنْ لا تقوم الساعة حتى يغرسها، فليغرسها)().
خامساً: عَرَّج مقدِّم الورقة على الأحاديث التي أمرت بالصبر على جور الحكام فقال: إنَّما ذلك حفاظاً على بيضة المسلمين وقوتهم, والصَّبر لا يعني ترك نصحهم لأنَّ (سيد الشهداء حمزة) ورجل قام إلى سلطان فنهاه فقتله(). وقال أيضاً: إنْ وُجِدَتْ نصوص ترشد المسلم إلى أنْ يكون زمن الفتنة عبد الله المقتول, فإنَّما ذلك حين تلتبس الأمور، فلا يدري القاتل فيم قَتَلْ, ولا المقتول فيم قُتِلْ, فلو خُيِّرَ المؤمن التقي بين أنْ يكون ظالماً أو مظلوماً، لرجا أنْ يكون مظلوماً.
وفي الختام أنهى فضيلته تعقيبه بأنْ سأل الله أنْ يُنجِّي الجميع شر الفتن ما ظهر منها وما بطن, فجزاه الله خيراً.
ثالثاً: تعقيب الأستاذ محمد شيخ أحمد:
أولاً: عدَّ تقديم الدكتور مبارك عبد الله موضوع (الفتن وأشراط الساعة) في هذا الوقت ذا أهمية من ناحيتي التفريط والإفراط:
الناحية الأولى: يتمثل التفريط في انشغال عامَّة الناس، وسوادهم الأعظم عنه بأمور دنياهم, فتذكيرهم به تنبيه لهم من غفلتهم, وإيقاظهم من سباتهم العميق, قال تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (). وقال تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ().
الناحية الثانية: الإفراط، ويتمثل في أنَّ موضوع الفتنه وأشراط الساعة شغل بال طائفة من المسلمين، وخاصة في الفترة الأخيرة بعد تتالي النكبات والمصائب على المسلمين، وتكالب التحالفات الصهيونية والأمريكية والأوربية عليهم. فانصبَّت جهود بعض الكُتَّاب على تناول هذا الموضوع, وظهرت العديد من المؤلَّفات لتأصيل هذه الظاهرة وتأويلها على ضوء أشراط الساعة وعلاماتها الواردة في السُّنَّة النَّبوية المطهَّرة, ومنهم من لم يميِّز بين صحيح وسقيم, ومنهم من ذهب إلى تأويلات أهل الكتاب.
ثانياً: تكلم عن أشراط الساعة فبيَّن أنها نوعان: صغرى، وهي التي تسبق الساعة بأزمان متطاولة مثل قبض العلم, وفشوّ الجهل, وشرب الخمر, والتطاول في البنيان… ونحو ذلك.
وكبرى: وهي العلامات التي تظهر قرب الساعة, مثل ظهور الدَّجال, ونزول عيسى u, وطلوع الشمس من مغربها.
ثم أورد رأي البعض في أنَّ معظم أشراط الساعة الصغرى قد ظهرت ولم يبق منها إلاّ القليل, وستتبعها الأشراط الكبرى التي إنْ ظهرت، تتابعت تتابع الخرز في النظام إذا انفرط عقده، وعلى هذا قسَّم العلماء أشراط الساعة من حيث ظهورها إلى ثلاثة أقسام:
[1] قسم ظهر وانقضى.
[2] قسم ظهر ولا يزال يتتابع ويكثر.
[3] قسم لم يظهر إلى الآن
كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن (ص: 14)
قرب قيام الساعة:
قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1]
قال ابن كثير: “هذا تنبيه من اللَّه عَزَّ وَجَلَّ على اقتراب الساعة ودنوها، وأن الناس في غفلة عنها، أي: لا يعملون لها، ولا يستعدون لأجلها” (2)
وقال تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [النحل: 1]
قال ابن كثير. يخبر تعالى عن اقتراب الساعة ودنوها معبرًا بصيغة الماضي الدال على التحقيق والوقوع لا محالة (3)
وقال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر: 1]
قال ابن كثير: يخبر تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها (4)
يشير القرآن الكريم إلى الساعة وقرب وقوعها وذلك حين يحين الحساب وتجزى كل نفس بما سعت وعملت في الدنيا، ولكن الناس عن هذا اليوم العظيم لاهون سادرون معرضون، بل منهمكون في توافه الدنيا وزخرفها وملذاتها، ناسون أنهم ما خلقوا للعبث واللهو وإنما خلقوا لمهمة أعظم وأكبر من ذلك وهي مهمة عبادة اللَّه. والاستخلاف في الأرض
إن الساعة وموعد قيامها غيب اختصه اللَّه تعالى بعلمه، فلم يطلع عليه نبيًا مرسلًا ولا ملكًا مقربًا ومصداق ذلك حديث جبريل قال
“. . . قال: فأخبرنى عن الساعة؟
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. . . ” (2)
قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187].
قال ابن كثير: أمر تعالى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا سئل عن الساعة، أن يرد علمها إلى اللَّه تعالى، فإنه هو الذي يجليها لوقتها، أي: يعلم جلية أمرها، ومتى يكون على التحديد، لا يعلم ذلك إلا هو تعالى
الفصل الأول علامات الساعة الصغرى
بعثة النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم–
كما أراد اللَّه تعالى لنبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يكون خاتم الأنبياء ونهاية المرسلين جعل بعثته وإكماله للدين ومحوه للشرك إيذانًا بقرب قيام الساعة وختمه للرسالات السماوية
– عن سهل بن سعد -رضي اللَّه عنه-
“رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال بأصبعيه هكذا الوسطى والتي تلى الإبهام، وقال: بعثت أنا والساعة كهاتين”
كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن (ص: 23)
انشقاق القمر
حدث هذا الانشقاق في عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهي معجزة من معجزات النبوة وبرهان ساطع في البراهين الكثيرة التي تدفع عقول الجاحدين، إذ أن القمر بعيد عن متناول الناس وهو في السماء بلا شك وليس مما يطمع في الوصول إليه، وقد كان هذا الإنشقاق كإعجاز لأهل مكة عندما سألوه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يريهم آية معجزة
قال تعالى. {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)} [القمر: 1 – 2].
قال ابن كثير: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} قد كان هذا في زمان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما وورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة، وهذا أمر متفق عليه بين العلماء؛ أي: إنشقاق القمر، وأنه وقع في زمان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات
– روى الشيخان عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه-؛ قال:”انشق القمر على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شقتين، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: اشهدوا
فتح بيت المقدس وطاعون عمواس
يعتبر بيت المقدس من الأماكن المقدسة لدى المسلمين فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهو المسجد الذي تضاعف فيه الحسنات ويجوز شد الرحال إليه كما يجوز شد الرحال إلى الحرمين الآخرين البيت الحرام ومسجد الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا يجوز ذلك لغير هذه المساجد الثلاثة.
ونظرًا لهذه المكانة المرموقة للأقصى عند المسلمين حرر هذا المسجد من الرومان (النصارى) في زمن الفاروق عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- حيث حاصرت جيوشه بيت المقدس واصطلح معهم بعد أن ذهب إلى الأقصى من المدينة المنورة فأعطوه مفاتيح المدينة والقدس معها.
إن فتح بيت المقدس من المعجزات النبوية التي أخبر عنها -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل موته وهو من علامات الساعة الصغرى ودليل ذلك ما ورد عن عوف بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة تبوك وهو في قبة من أدمز
استفاضة المال وإخراج الأرض كنوزها
– عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-قال: “. . . وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال (3) من يقبل صدقته، حتى يعرضه فيقول الذي عرض عليه: لا أرب لي فيه. . . ” (4) أي: لا حاجة لي بهذا المال
قتل الإمام
– قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: “والذي نفسى بيده، لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم، وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم” (2)
والإمام هو أمير المؤمنين والخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه-، إذ خرج عليه المنافقون واستباحوا مدينة الرسول، وأراقوا دمًا طاهرًا ذكيًا، فأحدثوا من الفتن والظلم ما ينفطر منه فؤاد المسلم، فقتل شهيد الدار مظلومًا على أيدى أناس حاقدين لم يراعوا حرمة خليفة من خلفاء الرسول ولم يراقبوا في المسلمين إلا ولا ذمة.
وقد شهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعثمان -رضي اللَّه عنه- بالشهادة وأنه على الحق
خروج الكذابين أدعياء النبوة
عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان. . .، وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول اللَّه، وحتى. . . إلخ)
وقد ظهرت من أمثال هؤلاء الكذابين الذين ادعوا النبوة في عصر الصحابة (كمسيلمة الكذاب) فكثر اتباعه وعظم شره وارتد من العرب من ارتد، فوقف اللَّه تعالى الصديق أبا بكر فجهز جيشًا من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- فقضوا عليه وعلى فتنته بواقعة اليمامة.
ومنهم (الأسود العنسى) و (طليحة بن خويلد) و (سجاح الكاهنة)، وهؤلاء ظهروا في عصر الصحابة فمنهم من قتل على أيدى الصحابة ومنهم من تاب (2)(وظهر في عصر التابعين: المختار الثقفى مدعيًا النبوة، ومنذ قرن تقريبًا ظهر (الميرزا عباس) في إيران مدعيًا النبوة عام 1233 ه
وضع الأحاديث المكذوبة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسل
– عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم)
وفي رواية أخرى قال: (سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم، فإياكم وإياهم)
ظهور الخوارج
الخوارج قوم مبتدعون، سموا بذلك لخروجهم على أئمة المسلمين، وتكفيرهم لعثمان وعلى -رضي اللَّه عنهما-، وتأولوا في الدين، فكفروا مرتكب الكبيرة، واستباحوا دماء المسلمين وحرماتهم، وهم من أهل التنطع في الدين، حيث أظهروا التقشف والزهد، وكان منهم قراء للقرآن لشدة اجتهادهم في العبادة والتلاوة، إلا أنهم كانوا يستبدون برأيهم ويؤولون أحكام القرآن حسب أهوائهم فجرهم ذلك الكبر إلى مزالق الشيطان
نزول المصائب وتمنى الموت
عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتنى مكانه)
وعنه أيضًا قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (والذي نفسى بيده لا تذهب الدنيا، حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتنى كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء)
قال ابن حجر في الفتح: قوله: (حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتنى مكانه): أي كنت ميتًا. قال ابن بطال: تغبط أهل القبور، وتمنى الموت عند ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين بغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصى والمنكر. وليس هذا عامًا في حق كل أحد وإنما هو خاص بأهل الخير، وأما غيرهم فقد يكون لما يقع لأحدهم من المصيبة في نفسه وأهله أو دنياه وإن لم يكن في ذلك شيء يتعلق بدينه
تداعى الأم على الأمة الإِسلامية
عن ثوبان -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: من قلة نحن يومئذ؟؟
قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن اللَّه من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول اللَّه؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت))
ومن علامات الساعة التي أخبر عنها نبى اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هي هذه العلامة، بل الظاهرة الخطرة التي توحى بأن بلاد العرب والمسلمين تكون كالبقرة الحلوب لأعدائها، فقد استطاع الغرب إيجاد عملاء له في الداخل، وهم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلوبهم قلوب الشياطين، تطفح بالحقد على الإِسلام وأهله، واستطاع أعداء المسلمين تمكين هؤلاء وذلك عن طريق مدهم ماديًا ومعنويًا ومنهم من وصل إلى سدة الحكم، فقاموا بالتبشير بقوميتهم المزعومة وعلمانيتهم المستورة، وساموا العباد سوء العذاب، وفرضوا أفكارهم الصليبية بالحديد والنار، والأدهى من هذا كله، إننا نجد صورة هذا التداعى على أمتنا وديارنا وإسلامنا في هذه الأيام أوضح ما تكون، حيث استطاعوا تمرير مؤامراتهم عن طريق عملائهم
قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: (والمراد بقوله: أن تلد الأمة ربتها: أي سيدتها ومالكتها، قال العلماء: هو إخبار عن كثرة السرارى وأولادهن، فإن ولدها من سيدها بمنزله سيدها؛ لأن مال الإنسان سائر إلى ولده، وقد ينصرف فيه في الحال تصرف المالكين، إما بتصريح أبيه له بالإذن، وإما بما يعلمه بقرينه الحال أو عرف الاستعمال، وقيل: معناه، أن يلدن الملوك فتكون أمه من جملة رعيته وهو سيدها، وسيد غيرها من رعيته) (2)
وقال ابن حجر في الفتح عن معنى: (أن تلد الأمة ربها). وقد اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في معنى ذلك، قال ابن التين اختلف فيه على سبعة أوجه وقد لخصتها بلا تداخل فإذا هي أربعة أقوال:
أ – قال الخطابي: معناه اتساع الإِسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها؛ لأنه ولد سيدها
قال النووي وغيره: إنه قول الأكثرين
قلت: لكن في كونه المراد نظر؛ لأن استيلاء الإماء كان موجودًا حين المقالة والإستيلاء على بلاد الشرك وسبى ذراريهم واتخاذهم سرارى وقع أكثره في صدر الإِسلام، وسياق الكلام يقتضى الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة
قال العيني: (1/ 289): (في نظره نظر!! لأن قوله (إذا ولدت الأمة ربها)، كناية عن كثرة التسرى من كثرة فتوح المسلمين واستيلائهم على بلاد الشرك وهذا بلا شك لم يكن واقعًا وقت المقالة، والتسرى وإن كان موجودًا حين المقالة ولكنه لم يكن من استيلاء المسلمين على بلاد الشرك، والمراد: أن يكون من هذه الجهة))
وقال الحافظ في الانتقاض: (1/ 102): (محصل نظر الأول: أن الخطابي إن كان أراد مطلق التسرى فلا يصح؛ لأنه كان موجودًا عند المقالة، وإن كان أراد بقيد من الإستيلاء فلا يصح؛ لأن الإستيلاء قد وجد في صدر الإِسلام، والسؤال إنما وقع عن العلامات التي إذا وجدت قامت الساعة، وإنما لم يجزم الشارح برده (يعني نفسه) الإحتمال أن يكون المراد بالعلامة: ما يتجدد بعد وقت المقالة سواء قرب عهد تجدده أم بعد فأقتصر على قوله: (ففيه نظر) واللَّه الموفق)
__________
(1) رواه مسلم برقم: 9، 10 ورواه البخاري من طريق آخر
(2) انظر شرح مسلم للنووي: 1/ 185
تسليم الخاصة (السلام على المعارف) وفشو التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور
المرور في المساجد واتخاذها طرقًا وعدم الصلاة فيه
زخرفة المساجد والتباهى بها
عودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا
عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال. . . وجتى تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا) رواه مسلم برقم: 157 والإمام أحمد برقم: 8819
المعروف عن جزيرة العرب أنها أرض غير ذات زرع
رفض السنة النبوية
تخوين الأمين وائتمان الخائن، ووضع الخيار ورفع الأشرار، والفحش والتفحش
روى أحمد والبوار عن ابن عمرو والطبراني في الأوسط عن أنس -رضي اللَّه عنه-: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (من أشراط الساعة: الفحش والتفحش ، وقطيعة الرحم، وتخوين الأمين، وائتمان الخائن)
ظهور أعوان الظلمة الذين يجلدون الناس بسياطهم
عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (يوشك إن طالت بك مدة -وفى رواية حياة- أن ترى قومًا في أيديهم مثل أذناب البقر، يغدون في غضب اللَّه، ويروحون في سخط اللَّه) ومن علامات الساعة التي أخبر عنها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ظهور الأنظمة الديكتاتورية الظالمة، حيث يترأس شدة الحكم رجال لا يعرفون معروفًا إلَّا ما أشرب هواهم، يتسلطون على رقاب الناس ويسودونهم بالحديد والنار،ويملون عليهم أفكارهم المستوردة بالجبر والقهر الإذلال، ويتخذ هؤلاء الظلمة للمحافظة على عروشهم أعوانًا قساة جبابرة، يرهبون الناس ويخوفوهم ويسومونهم أشد أنواع العذاب والتنكيل إرضاءً لأسيادهم وطواغيتهم، وإذا أصبح التنكيل والتعذيب شعارًا للحكام فإن الأفواه تكمم وأن الألسنة تخرس فتضيع الحقوق ويسود قانون الغاب حيث يأكل القوى الضعيف ويظلم الغني الفقير وتنتهك الحرمات بشتى أنواعها وألوانها وعلى الجمهور أن يصفق ويهتف بملأ حناجره!
ظهور الكاسيات العاريات والتقليد الأعمى لأعداء الإسلام
عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتى مآخذ القرون قبلها شبرًا بشير، وذراعًا بذراع، قيل له: يا رسول اللَّه، كفارس والروم؟
قال: ومن الناس إلا أولئك؟)
انتفاخ الأهلة وموت الفجأة
– روى الطبراني في (الكبير) عن ابن مسعود، والطبراني في (الأوسط) و (الصغير) عن أبي هريرة والطبراني في (الأوسط) والضياء عن أنس: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة)
تغيير المظاهر لأخفاء الشيب (الخضاب بالسواد)
روى أبو داود والنسائي عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة
صدق رؤيا المؤمن
Mahdi-
خليفة اللَّه المهدى
هو رجل من أهل بيت النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- عالم ربانى مجدد لهذا الدين يخرجه اللَّه تعالى ليعز به الإسلام والسلمين، يملأ الأرض عدلًا ورحمة بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا، ينصر اللَّه به ملة التوحيد، فتقر عيون المؤمنين وتشفى صدور الموحدين، فيخذل الكفر والضلال، وينزوى الملحدون والحاقدون ويعم الخير والبركات والرفاه والتوادد بين الناس أيام حكمه يكون قائدًا للمسلمين الذين يعبئون أنفسهم لمقاتلة الدجال، حيث تكون دولته الإسلامية قائمة بقيادته، وعاصمتها دمشق وينزل السيد المسيح عيسى بن مريم -صلى اللَّه عليه وسلم- فيقوى دولته، ويقتل الأعور الدجال بين يديه، وتقام الصلاة في المسجد الأقصى، فيقدم المهدى عيسى بن مريم -صلى اللَّه عليه وسلم- ليصلى بهم إمامًا، فيأبى ويقول (إمامكم منكم) ويصلى مأمومًا خلف المهدى
يولد ولادة طبيعية من أم وأب، خلاف ما يروج عنه الروافض، من أنه غائب حى في سرداب سامراء، ويدرس العلم الشرعى في المدينة المنورة، لا يعرفه الناس، إلى ان يبلغ سنًا معينًا فيصلحه اللَّه في ليلة ويبايعه المسلمون خليفة لهم وقائدًا أمينًا شجاعًا، فيوفقه اللَّه لهذه المهمة الملقاة على كاهله، حيث ينهى صولة الظلم والظالمين في الأرض وإلى الأبد، ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون
• اسمه: محمد بن عبد اللَّه
• كنيته: أبو عبد اللَّه
• أوصافه
(أجلى الجبهة، اكحل العينين، براق الثنايا، في خده الأيمن خال كث اللحية، اقنى الأنف، في كتفه علامة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، يشبه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الخلق ولا يشبهه في الخلق أسمر، مقوس الحاجب، مشرق اللون) (1)
(1) حجة اللَّه على العالمين في معجزات سيد المرسلين. أجلى الجبهة: ذهب شعر رأسه إلى نصفه. أقنى الأنف: طوله ورقه رنبتة مع حدب في وسطه براق الثنايا: الثنايا: هي الأسنان الأمامية والمعنى: أن أسنانه تلمع
Who is Dajjal?
من هو الدجال؟
هو رجل يهودى أعور، عينه اليمنى طائفة جاحظة، أفحج الرجلين يخرج من جهة المشرق من أماكن شديدة البرودة، يتبعه أقوام عراض الوجوه عليهم الطيالسة، وهم سبعون ألفًا من يهود أصبهان يخرج ليعيد مجد اليهود من جديد، وليقضى على الدولة الإسلامية بقيادة المهدى، يخرج كفتنة للعباد وتمحيص لهم، يذبح اليهود بعده شر ذبحة ويسدل الستار عليهم وإلى الأبد يعطيه اللَّه من خوارق العادات كثيرًا، يتبعه الرعاع من الناس وضعيفوا الإيمان وهم خلق كثير آنذاك يدعى الإصلاح أولًا ثم النبوة ثم الألوهية، لا يولد له ولد، يجوب أنحاء العالمة، ويدخل كل مدينة وقرية إلا مكة المكرمة والمدينة المنورة إذ تمنعه الملائكة من دخولها، حذر منه النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- أمته، وما من نبى إلا وحذر منه أمته. نصح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من سمع به أو رآه أن ينأى عنه ومن واجهه أن يتمسك بإيمانه وعقيدته ويعلم أن اللَّه تعالى ليس بأعور ولا تراه العيون في الدنيا ولا يطرأ عليه ما يطرأ على الحوادث من المخلوقات، وأنه تعالى ليس كمثله شئ، وليقرأ المؤمن عندما يراه أو يسمع به فواتح سورة الكهف، فإنها عصمة له من الوقوع في فتنته، ويقرأ كل مؤمن بين عينى الدجال كلمة كافر، ويتصدى له المؤمنون من أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ويقاتلونه، يخرج كما جاء في السنة في ثلاث مناطق، وبعدها يتوجه تلقاء الشام، ويقتله رسول اللَّه عيسى بن مريم -صلى اللَّه عليه وسلم- في فلسطين بباب ويقضى على اليهود وإلى الأبد
عن عمران بن حصين -رضي اللَّه عنه- عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال . أخرجه مسلم: أي ليس هناك فتنة أعظم من فتنة الدجال منذ خلق آدم وإلى أن تقوم الساعة
Description of Dajjal-
وقد جاء في حديث النواس بن سمعان -رضي اللَّه عنه- قال: (ذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذأت غداة ، فخفض فيه ورفع حتى ضنناه في طائفة النخل فانصرفنا من عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم رحنا إليه.
فعرف ذلك فينا فقال: ما شأنكم؟
فقلنا: يا رسول اللَّه ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال، غير الدجال أخوفنى عليكم (1)، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، واللَّه خليفتى على كل مسلم، أنه شاب قطط (2) عينه طافئة (3)، كأنى أشبهه بعبد العزى بن قطن (4)، فمن أدركه فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف (5) أنه خارج خلة بين الشام والعراق (6) فعاث يمينًا وعاث شمالًا (7)، يا عباد اللَّه فأثبتوا فقلنا يا رسول اللَّه: وما لبثه في الأرض؟
قال: أربعون يومًا، يوم كسنة، يوم كشهر. ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم
قلنا: يا رسول اللَّه: فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم
قال: لا: اقدروا له قدره
قلنا: يا رسول اللَّه: وما اسراعه في الأرض
قال: كالغيث استدبرته الريح ، فيأتى على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى ، وأسبغه ضروعًا، وأمده خواطر.
ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شئ من أموالهم، ويمر بالخربة (فيقول لها: اخرجى كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسب النحل ، ثم يدعو رجلًا شابًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك فبينما هو كذلك إذ بعث عيسى بن مريم فيطلبه حتى يدركه باب لد ، فيقلته
[١]قال الشيخ أبو غدة: (إنما قال -صلى اللَّه عليه وسلم- (غير الدجال أخوفى عليكم) حين شاهد استعظام الصحابة لأمر الدجال، وشدة خوفهم من الإفتتان به. وقد بين -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث آخر من هذا الذي يخاف علينا منه اكثر من الدجال، فقال فيما رواه الإمام احمد في مسنده بسند جيد عن أبي ذر -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (غير الدجال أخوف على أمتى من الدجال الأئمة المضلون) أي الدعاة إلى الضلالات. وما أكثرهم وأكثر من يتبعهم في هذه الأيام وما بعدها) هامش التصريح فيما تواتر في نزول المسيح للكشميرى ص 108.
قطط: شديد الجعودة في شعره جعودة مكروهة [٢]
[٣]طافئة: أي ذهب نورها، وهى العين اليمنى الممسوحة ويروى: طائفة بالياء أي مرتفعة ناتئة، فتكون العين اليسرى كما حققه النووي في (شرح مسلم) هامش التصريح
هو رجل من خزاعة هلك في الجاهلية[٤]
[٥]ستأتى الأحاديث الواردة في كيفية النجاة منه بقراءة فواتح الكهف
[٦]خلة: على غفلة أو هو طريق واقع بين الشام والعراف. والتخلل: الدخول في الشيء
[٧] أي افسد عن يمينه وافسد عن شماله مسرعًا في افساده ايما اسراع
[٨] قال القرطبي (أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من لقى الدجال أن يثبت على الإسلام، فإن لبث الدجال في الأرض قليل، وأما من لم يلقه فليفر عنه لحديث أبي داود (ومن سمع بالدجال فلينأ عنه، فواللَّه أن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما بعث به من الشبهات
قال العلامة التوربشتى رحمه اللَّه تعالى: (قوله.) لا أدرى أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا) من قول الصحابى. أي لم يزدنى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على (أربعين) شيئًا بين المراد منها فلا أدرى أي واحد من هذه الثلاثة أراد كما نقله عنه العلامة على القارى فى (المرقاة شرح المشكاة) قال القاضى عياض: ويرفع هذا الشك ما في حديث النواس بن سمعان من أنها أربعون يومًا، نقله عنه (الأبى) في شرحه على (صحيح مسلم) وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري بعد إيرده هذا الحديث وفيه هذا الترديد قال:
(والجزم بأنها أربعون يومًا مقدم على هذا الترديد، فقد أخرج الطبراني هذا الحديث من وجه آخر عن عبد اللَّه بن عمرو نفسه بلفظ: (يخرج الدجال، فيمكث في الأرض أربعين صباحًا يرد منها كل منهل إلا الكعبة والمدينة وبيت المقدس).
(2) قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: (أي لا يرى اللَّه أحد من الناس في الدنيا قبل موته سوى ما خص به سيدنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجاء عند مسلم في صحيحه والترمذي في سننه قال الزهري: أخبرنى عمر بن ثابت الأنصارى أنه أخبره بعض أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال يوم حذر من الدجال: (مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل من كره عمله أو يقرأه كل مؤمن وقال (تعلموا -أي اعلموا- إنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت أي لا يراه إلا بعد الموت وفى الدار الآخرة
Isa Alayhis Salaam-
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3496)
5508 -[4] عَن عبد الله بن عَمْرو قا ل: قا ل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَنْزِلُ عِيسَى بن مَرْيَمَ إِلَى الْأَرْضِ فَيَتَزَوَّجُ وَيُولَدُ لَهُ وَيَمْكُثُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يَمُوتُ فَيُدْفَنُ مَعِي فِي قَبْرِي فأقوم أَنا وَعِيسَى بن مَرْيَمَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ بَيْنَ أَبَى بَكْرٍ وَعُمَرَ» . رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ الْوَفَاءِ
5508 – (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ إِلَى الْأَرْضِ، فَيَتَزَوَّجُ، وَيُولَدُ لَهُ، وَيَمْكُثُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً» ) ، وَهَذَا بِظَاهِرِهِ يُخَالِفُ قَوْلَ مَنْ قَالَ: إِنَّ عِيسَى رُفِعَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَعُمْرُهُ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ، وَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ نُزُولِهِ سَبْعَ سِنِينَ، فَيَكُونُ مَجْمُوعُ الْعَدَدِ أَرْبَعِينَ، لَكِنَّ حَدِيثَ مُكْثِهِ سَبْعًا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فَيَتَعَيَّنُ الْجَمْعُ بِمَا ذُكِرَ، أَوْ تَرْجِيحُ مَا فِي الصَّحِيحِ، وَلَعَلَّ عَدَدَ الْخَمْسِ سَاقِطٌ مِنَ الِاعْتِبَارِ لِإِلْغَاءِ الْكَسْرِ. (” ثُمَّ يَمُوتُ، فَيُدْفَنُ مَعَهُ “) أَيْ: مُصَاحِبًا لِي (” فِي قَبْرِي “) أَيْ: فِي مَقْبَرَتِي، وَعَبَّرَ عَنْهَا بِالْقَبْرِ لِقُرْبِ قَبْرِهِ بِقَبْرِهِ، فَكَأَنَّهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، (” فَأَقُومُ أَنَا وَعِيسَى فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ “) أَيْ: مِنْ مَقْبَرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَفِي الْقَامُوسِ: إِنَّ (فِي) تَأْتِي بِمَعْنَى (مِنْ) وَكَذَا فِي الْمُغْنِي، (” بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ “) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَيْ: حَالَ كَوْنِنَا قَائِمَيْنِ وَاقِفَيْنِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِمَا إِيمَاءً إِلَى تَيَمُّنِهِ بِالْإِيمَانِ، وَأَنَّ الْإِيمَانَ يَمَانٌ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِمَا لِيُسْرِ الْإِسْلَامِ وَعِزِّهِ بِهِ، وَهُوَ عُمَرُ، وَسَيَأْتِي فِي فَضَائِلِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ بِرِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ عَنْهُ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ صِفَةُ مُحَمَّدٍ وَعِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَقَدْ بَقِيَ فِي الْبَيْتِ مَوْضِعُ قَبْرٍ أَقْوَالٌ. وَالظَّاهِرُ اللَّائِقُ بِمَقَامِ عِيسَى – عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – أَنْ يَكُونَ بَيْنَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ – لَكِنْ سَيَأْتِي فِي كَلَامِ الْجَزَرِيِّ أَنَّهُ يُدْفَنُ بَعْدَ عُمَرَ، وَلَعَلَّهُ نَظَرَ إِلَى تَأَخُّرِ الدَّفْنِ بِاعْتِبَارِ تَأَخُّرِ زَمَنِ الْمَوْتِ، أَوْ تَكْرِمَةً لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، وَتَعْظِيمًا لِلصَّحَابِيَّيْنِ الْكَرِيمَيْنِ أَنْ يَكُونَا بَيْنَ النَّبِيَّيْنِ الْعَظِيمَيْنِ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ. (رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ الْوَفَاءِ)
شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (12/ 175)
وفي “المنتظم” لابن الجوزي, عن ابن عمر، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض، فيتزوج ويولد له, ويمكث خمسًا وأربعين سنة, ثم يموت فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر” كذا ذكره في “في تحقيق النصرة” والله أعلم.